ماذا تعرف عن الشخصية المعادية للمجتمع
ماهى أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ؟
الإستخفاف بمبدأ الصحيح والخاطئ , انتهاج الخداع والكذب , إستخدام الذكاء للتلاعب بالاخرين , الوقوع فى مشكلات قانونية باستمرار , انتهاك حقوق الاخرين دائماً , إهمال أو إساءه معاملة الأطفال , ترهيب الأخرين , السلوك العدواني العنيف , فقدان الإحساس بتأنيب الضمير أو الندم على إيذاء الأخرين , الإندفاع والهياج , الفشل فى إقامة علاقات صحية , الفشل والهرب من المسؤلية فى العمل.
من الملاحظ أن حدة هذه الأعراض والسلوكيات تصل إلى قمتها فى فترة العشرينيات من العمر وتقل تدريجياً مع التقدم فى السن ولا يمكن تحديد السبب الحقيقى وراء ذلك هل هو بسبب النضوج النسبى أو زيادة المعرفة الشخصية عن تبعات ومضاعفات مثل هذه السلوكيات وبينما يكون هؤلاء الأفراد أقل عرضه لإرتكاب جرائم ضد الاخرين بتقدمهم فى العمر إلا أن قدرتهم على تكوين علاقات سليمة أو التحول لأفراد منتجين إجتماعيا وعمليا تظل محدودة ومشوشة.
ماذا يمكن ان اقوم به فى حالة ان يكون احد المقربين لى يعانى من هذا الاضطراب؟
من الصعب أن تقنع أحد المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بأنه يعانى من مشكلة فضلاً عن أن تقنعه بأن يطلب مساعدة متخصص , اجعل سلامتك الشخصية قبل كل شئ , واطلب من طبيبك أن يدلك على مؤسسة للصحة النفسية يمكن أن تستعين بأحد متخصصيها فى التعامل مع الحالة وتثقيف أفراد الأسرة عن طبيعة المرض ومساعدتهم لتخطى الأزمة والتعامل معها.
لماذا يصاب البعض بهذا الاضطراب؟
فى البداية يجب أن نعلم أن الشخصية هى مزيج من الأفكار , المشاعر , والسلوكيات التى تجعل كل شخص متفردا عن الأخرين فهى النظره التى من خلالها يرى ويفهم ويتعامل الشخص مع العالم المحيط به ومع نفسه أيضاً وتتكون شخصية الفرد منذ بداية الطفوله من خلال التفاعل بين عاملين:
- الموروثات : الجوانب التى يرثها الشخص من خلال والديه مثال الخجل أو بشاشة الوجه.
- البيئه المحيطة : البيئه التى ينمو بها الانسان , الاحداث التى يمر بها والعلاقات العائليه والأسرية وغيرها
ويتضمن أيضاً اسلوب التربية التى نشأ من خلالها الطفل .
يعتقد أن إضطرابات الشخصية تنشأ من خلال مزيج من الخلل فى العوامل الوراثية والبيئية فقد يكون الشخص عنده من الإستعداد الوراثى مايكفى لأن يتأثر بأحداث بيئيه معينة يعيشها لينشأ اضطراب الشخصية ومن المعتقد انه توجد علاقة بين فقدان المشاركة الوجدانية والتأثر بأحداث الأخرين فى بدايات الطفولة وبين ما قد ينشأ لاحقاً من إضطراب للشخصية , فاكتشاف أعراض مماثلة منذ بدايتها قد يساعد فى السيطرة على المرض مبكراً.
هل هناك عوامل تجعل الشخص اكثر عرضه لهذا النوع من الاضطرابات؟
على الرغم من أن الأسباب الواضحة لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لازالت غير واضحة تماما إلا أنه هناك بعض العوامل والتى قد تكون سبب أو حافز لظهور أعراض الاضطراب مثال : التشخيص بأحد اضطرابات السلوك فى الطفولة , تاريخ عائلى بوجود اضرابات الشخصية , التعرض للإهمال أو الإيذاء الجسدى أو النفسى أو الجنسى فى الطفولة , إذا عاش الطفل فى أسرة مفككة , فقدان أحد الوالدين فى حادث أو نتيجة الطلاق مثلاً.
هل هناك مضاعفات لهذا المرض؟
تشمل مضاعفات هذا الاضطراب : الاكتئاب , العصبية والتوتر , العدوانية والعنف , محاولات انتحار , سلوك يغلب عليه اللامبالاه , إيذاء الأطفال , إدمان المخدرات أو الكحوليات , إدمان القمار , إنعزال وصعوبة فى تكوين علاقات , مشكلات فى الدراسة أو العمل , و علاقات متوترة بأفراد المؤسسات الصحية بشكل عام.
التحاليل والتشخيص :
إذا اعتقد الطبيب بأن شخص ما مصاب بنوع من اضطرابات الشخصية فسيطلب بعض التحاليل الطبية الى جانب اجراء بعض الإختبارات النفسية والفحوصات لإستبعاد تشخيصات أخرى ولتاكيد التشخيص والكشف عن وجود اى مضاعفات أخرى وعادة ما تندرج هذه الفحوصات تحت البنود التالية:
1- الفحص الجسدى : قياس الطول والوزن , العلامات الحيوية مثل النبض ودرجة الحرارة وضغط الدم , الاستماع لاصوات الصدر و القلب وفحص البطن.
2- اختبارات معملية : صورة دم كاملة , اختبار كشف الكحوليات والمخدرات واختبار الغدة الدرقية.
3- التقييم النفسي : حيث يسأل الطبيب اسئله تستعرض الافكار و المشاعر , العلاقات والسلوكيات المختلفة وايضا بعض الاعراض متى بدأت ومدى حدتها و عدد مرات حدوثها ومدى تأثيرها على الحياه اليومية وكذلك فى حالة وجود افكار أو محاولات إنتحارية أو محاولات إيذاء للأخرين.
تحديد نوع اضطراب الشخصية بشكل دقيق : يكون من الصعب احيانا التفرقه بين اضطرابات الشخصية المختلفه نتيجه تشابه بعض الاعراض ولكن من اهم الاعراض التى يبنى عليها التشخيص فى حالة الاضطراب المعادى للمجتمع هو علاقة الشخص بالأخرين فعادة ما يبذل هذا الشخص جهده لتدمير حياة الاخرين بينما هو لا يشعر بأى تانيب للضمير.
البنود التى يقوم عليها التشخيص النهائي : ليتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يجب ان يقابل الشخص الشروط اللازمة فى التشخيص بناءا على نظام عالمى يسمى DSM اعدته الجمعية الامريكية للامراض النفسية والذى يتضمن : ان يكون الشخص على الاقل فى سن 18 عام , ظهرت عليه اعراض اضطراب سلوكى قبل سن 15 عام مثل السرقه – التخريب – العنف او ايذاء الحيوانات , خرق القانون بشكل متكرر , ان يكون سلوكه عنيف ومنفر عادة ما يدخل فى صراعات جسدية , فقدان الاحساس بتأنيب الضمير بعد ايذاء الاخرين , اهمال السلامة الشخصية او سلامة الاخرين , وأيضاً التصرف باندفاع وتهور. ولأن الشخص المصاب عادة لن يوفر معلومات مناسبة إذا سأل عن هذا بشكل مباشر فإن الطبيب يستخدم أسئلة عن حياته اليومية وانشطتة وعلاقاتة لاستنتاج وجود هذه الأعراض من عدمها.
الادوية المختلفة وطرق العلاج :
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع شديد الصعوبة فى علاجه فالاشخاص المصابون بهذا الاضطراب يرفضون العلاج تماما ويعتقدون انهم لا يحتاجون علاج اصلا , ولأن هذا الاضطراب هو طريقة حياة أكثر منها مرض يمكن علاجه فغالبا مايحتاج العلاج لملازمة واهتمام لفترات طويلة.
عادة مايحتاج المريض الى علاج بعض المضاعفات الملازمة للحالة مثل الاكتئاب والتوتر او امراض الغدة الدرقية لذلك فلابد من استشارة متخصص فى الحالات المماثلة. وبشكل عام فالنظام العلاجى سوف يتضمن عدة اشخاص مثال : طبيب العائله , طبيب الامراض العقلية , المعالج النفسى , الأخصائى الإجتماعى واحد أفراد الاسرة المقربون للمريض.
وتتضمن طرق العلاج المختلفه : العلاج النفسى , دورات للتعامل مع الغضب والتوتر , الادوية و الحجز داخل المستشفى و استخدام أحد أو بعض الطرق السابقة يختلف من حالة إلى أخرى ومدى إستجابة الحالة للنظام العلاجى وحدة الأعراض المرضية فى نفس الوقت . و سنشرح ببعض التفصيل أهم النقاط عن كل نظام علاجى :
1- العلاج النفسى :
وهو أهم طرق العلاج فى هذه الحاله وهو بشكل عام يتم من خلال التحدث عن المشكلة مع متخصص فى العلاج النفسى وهو ينقسم لعدة أنواع منها العلاج المعرفى السلوكى حيث يهدف لإكتشاف الأفكار والسلوكيات الخاطئة وإستبدالها بأخرى صحية , العلاج الديناميكى النفسى الذى يهدف إلى التعرف على الأفكار الخاطئة فى اللاوعى وتغييرها , العلاج المعرفي والذى يقوم على أساس تعليم الفرد بكل ما يتعلق بالمرض ومن ضمنها سبل العلاج و التعايش مع الحالة. يقدم العلاج النفسى عن طريق جلسات فردية إو حتى مجموعات علاج نفسى حسب حالة وإستعداد الفرد.
2- المهارات الضرورية لافراد العائله :
إذا كان فى عائلتك شخض مصاب بهذا الاضطراب فسوف تحتاج لمشورة متخصص لتتعلم كيف تحمى نفسك من نوبات العنف والاعتداءات من المريض وايضا كيفية التعامل والتعايش مع الحالة.
3- الأدوية :
لا يوجد هناك أدوية معينة خاصة بهذه الحالة ولكن بعض مجموعات الأدوية العامة قد تفيد فى علاج حالات الاضطراب من هذا النوع مثال مضادات الإكتئاب لتحسين الحالة المزاجيه والتخلص من الغضب واللامبالاه, مثبتات المزاج والتى تساعد على الحماية من التغيرات الحادة فى الحالة النفسية وتقليل نبرة التوتر والعدوانية ,وأيضاً مضادات القلق ومضادات الذهان .
4- العلاج فى المستشفى :
قد تكون الحالة متقدمة جدا فتحتاج الى علاج دائم داخل المستشفى خاصة اذا كان الشخص غير قادر على العناية بنفسه او من المتوقع أن يسبب الأذى لنفسه أو للاخرين .
كيف يمكن الوقاية من هذا الإضطراب :
لا يوجد طرق واضحة للوقاية من الاضطرابات النفسية ولكن اكتشاف الاعراض فى سن مبكر والتعامل معها عن طريق ذوى الخبره وتقديم العلاج المناسب سوف يساعد على منع المضاعفات ولأن هذا النوع من الاضطرابات يكون له جذور فى الطفولة فإن هناك مسؤوليه على الوالدين والمعلم وأطباء الاطفال فى التنبه لبعض الأعراض المبكرة بغض النظر عن أن التشخيص النهائى لا يتم إلا بعد سن 18 عام .
الاطفال الاكثر عرضة لمثل هذه الاضطرابات غالباً ما يظهرون سلوكيات عدوانية وعنيفة تظهر فى شكل : السرقة , القسوة فى التعامل مع الاشخاص او الحيوانات , اشعال الحرائق , استخدام الادوات الحادة أو الأسلحة , الاعتدائات الجنسية , أو الكذب باستمرار.
